
في إنجاز طبي يُعد الأول من نوعه، قاد السير المصري مجدي يعقوب، جراح القلب الشهير، مشروعًا علميًا لتطوير صمامات قلب حية تنمو بشكل طبيعي داخل الجسم وتدوم مدى الحياة. هذا الاختراع الجديد يهدف إلى القضاء على الحاجة لإجراء جراحات متكررة لاستبدال الصمامات، مما يعد بفرصة جديدة لآلاف المرضى حول العالم.
إنجاز طبي غير مسبوق
يُعتبر استبدال صمام القلب من العلاجات المنقذة للحياة، لكن يعقوب أكد أن الحلول الحالية ليست دائمًا فعّالة على المدى الطويل. حيث تتطلب الصمامات الميكانيكية أدوية مدى الحياة لمنع تجلط الدم، بينما لا تدوم الصمامات البيولوجية إلا لعشر سنوات. لكن الابتكار الذي يقوده يعقوب يتضمن صمامات حية مصنوعة من ألياف تذوب بمرور الوقت لتترك صمامًا حيًا يتكون بالكامل من أنسجة المريض.
نجاح التجارب الأولية
أظهرت التجارب المبكرة على الأغنام نجاحًا لافتًا، حيث تم تحفيز نمو أكثر من 20 نوعًا من الخلايا في الأماكن الصحيحة داخل الصمام. هذه النتائج المبشرة تدعم إمكانية تطوير صمامات حية قابلة للنمو داخل الجسم، وهو ما يمثل ثورة في جراحة القلب.
التجارب البشرية
من المقرر أن تبدأ التجارب البشرية على هذه الصمامات الحية خلال 18 شهرًا، وسيشارك فيها ما بين 50 إلى 100 مريض، يشملون البالغين الذين انتهت صلاحية صماماتهم البديلة وكذلك الأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية في القلب. سيتم مقارنة أداء هذه الصمامات الحية بالصمامات الاصطناعية التقليدية في تجارب تُجرى بمشاركة فريق دولي من الخبراء.
تغيير حياة المرضى
إذا نجحت هذه الأبحاث على البشر، فإنها قد تُحدث طفرة كبيرة في مجال علاج أمراض القلب، خاصة للأطفال الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية متكررة بسبب عدم نمو صماماتهم مع أجسامهم. هذا الإنجاز قد يغير حياة ملايين المرضى حول العالم، ليمنحهم صمامات قلب تنمو معهم مدى الحياة.
التمويل والدعم الدولي
تم تمويل هذا المشروع من الحكومتين البريطانية والألمانية، وهو يشهد دعمًا علميًا كبيرًا من مؤسسات مرموقة في العالم. يتعاون فريق الباحثين في مستشفى هيرفيلد مع خبراء من جامعة لندن، مستشفى جريت أورموند ستريت، ومراكز طبية في نيويورك، إيطاليا، وهولندا لتحقيق نجاحات أكبر في هذا المجال.
مع استمرار هذه الأبحاث والتجارب، يبقى الأمل كبيرًا في أن يكون هذا التطور الطبي هو الحل النهائي لمشاكل صمامات القلب، مقدمًا فرصًا جديدة للمستقبل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق